وصف رحلة إلى منطقة جبلية بعدة نماذج

 النموذج الأول لوصف رحلة الى منطقة جبلية بعنوان رحلة الى تل الأكسجة

بدأنا بفرح و سعادة، بعدما اتفقت وأصدقائي بتنظيم رحلة إلى غابة جبلية ،وكانت الإنطلاقة من الثامنة صباحا، وذلك بعد استعداد العناصر المشاركة في الرحلة ؛هشام القصيرالبدين، نعمان الطويل والصغير السن، ومحمود المتوسط الطول والحجم ،انطلقنا وكانت وجهتنا الغابة الجبلية ومناظرها الخلابة والخضراء التي تعبر عن وجود مناخ رطب وملائم للعيش الإنساني، وما ان وصلنا إلى المكان المقصود وتمتعنا بالمناظر المخضرة والتي سحرت عيوننا،أخذنا قسطا من الراحة ثم انشغلنا بإعداد الغذاء؛ فانقسمنا إلى مجموعتين وكل مجموعة تتكون من فردين وتتكلف بمهمة ما، وانتهى ذلك بأن أذهب مع محمود إلى الغابة لإحضار الحطب، أما هشام ونعمان فمهمتهما إعداد الطعام،وأخدت طريقي ومحمود، وبعد أن وصلنا إلى وسط الغابة وجدنا غارا، وبشجاعة وحماس وطموح دخلنا لنتفحصه ونستكشفه، وما إن دخلنا الغار حتى أحطنا برجال غرباء الجنس والشكل، لم يسبق لي أن رايتهم، يحملون في أياديهم رماحا وخناجر وسيوف، ولا يرتدون سوى ما يستر عوراتهم، فلا حذاء ولا قميص.
تمكن محمود من الهروب فبقيت في قبضتهم ،وأخدوني إلى زعيمهم الذي يتخد من عظام الحيوانات كرسيا للجلوس،ولحومها أكلا لسد حاجيات الجسم من الطعام،زعيم مشوه الوجه،قصير القامة،ذو شعر طويل،قاسي القلب ،وهو يتقدم مني شعرت بالخوف والفزع من كلامه القاسي فقال بصوت خشن :ماذا تفعل في أرضي يا هذا؟ فعجبت لما قال، عن أي أرض يتحدت هذا؟ فأجبته وقلت :هل أرضك هذه يا مولاي؟ فأجاب بسخرية :لا، هذه أرض أبوك، فأمر بسجني في غرفة كل من دخلها لايخرج منها حيا، فوجدت فيها عظام، وجماجم أشخاص فذهلت لما رأيت وصدمت حقا فأصبت من توه بإغماء ... أما محمود الخائن فقد نجى بجلده ونفسه، وتركني مع الوحوش، ولم يعد لإنقادي منهم، أي صداقة هذه التي تربطني بالجبان وياله من جبان!! وبعد مرور يوم من العذاب، تمكنت من الفرار من تلك الغرفة المفزعة، ويعود ذلك إلى احتفال المتوحشين كل يوم في الشهر، أما مراسيم الإحتفال فهي الذهاب إلى الغابة لإصطياد الحيوانات واصطياد قوت يكفيهم لشهر كامل، استغللت الفرصة فتمكنت من الفرار من ذلك الغار العجيب ذو الشعب العجيب والزعيم العجيب،فصرت حرا، بعدما كنت أسيرا، وعدت إلى القرية لأجد الأصدقاء الخونة يستمتعون باللعب و كأن شيأ لم يكن.
بقلم: سعيد أيت غانم

 النموذج الثاني لتكوين وصف رحلة جبلية بعنوان رحلة الى جبل تدغين

مما لاشك فيه أن السياحة الجبلية أضحت إحدى الأولويات الرئيسية للسائحين عبر مختلف بقاع العالم، لكونها تشكل فضاء متميزا للإستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تحتويها هاته الفضاءات من جهة، وكونها مجالا للترويح عن النفس بعيدا عن ضغوطات الحياة اليومية من جهة ثانية، والمغرب كغيره من الدول التي اهتمت بالسياحة الجبلية لاشتمال تضاريسه على تراث جبلي جد متميز كجبل توبقال في الأطلس وجبل تدغين في الريف، هذا الأخير يعد أعلى قمة في سلسلة جبال الريف وثاني أعلى قمة جبلية بالمغرب بعد توبقال بعلو يصل إلى 2465 متر.
وقد شكل جبل تدغين عبر التاريخ مكان لتوافد السياح الاجانب و أبناء قبائل صنهاجة السراير أحد أكبر القبائل الأمازيغية بجبال الريف، وقد توجت هذه الزيارات ببناء منزلين الأول بمثابة مسجد يرجع تاريخ بنائه إلى سنوات الثمانينات من طرف ساكنة دوار بني عيسي، لجعله مكان للذكر والصلاة في مواسم عودة الحجاج من الديار المقدسة كل سنة.
أما اليوم أصبحت زيارات سكان المناطق المجاورة للجبل تقتصر على الإستماع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي يحتويها الغطاء النباتي للممنطقة، والمتمثل في أشجار الأرز والبلوط والسنديان الفليني، إضافة إلى ينابيع المياه، ووجود مغارات عبارة عن أحجار ذات عمق كبير، إضافة إلى تواجد الحيوانات البرية بمختلف أشكالها من أرانب برية وطيور الأمر الذي يجعل من المنطقة وجهة لهواة القنص. ومن مميزات جبل تدغين تساقط الثلوج التي تكسو قمته في فصل الشتاء مما يجعل منه فضاء للتزحلق وممارسة كل أنواع الرياضات الثلجية، رغم غياب محطة للتزحلق بالمكان.
وفي الطريق إلى تدغين تكتشف وجود كراسي من أحجار اسمنتية كمكان لراحة السياح أثناء جولتهم، تم بناءها من طرف أحد المتطوعين من أبناء المنطقة. كمما أن الطريق إلى الجبل وإن كان ممتعا غير أنه مرهق لصعوبة مسالكه الوعرة.
وعليه يمكن القول بأن جبل تدغين له رونق خاص به، نظرا للموارد الطبيعية المتنوعة والغنية التي يحظى بها والتي من شأنها تلبية متطلبات السياح من عشاق السياحة الجبلية،إلا أن غياب أي استراتيجية ترمي إلى تأهيل هذا المجال الجغرافي الخلاب يؤدي إلى عدم تشجيع السياحة بالمكان بالشكل المطلوب، التي يمكن أن تكون دافعا رئيسيا للقيام بتأهيل الفضاء، من خلال تعبيد المسالك الطرقية وبناء التجهيزات اللازمة، فالطريق إلى تدغين جد ممتع غير أنه بحاجة إلى مزيد من الإصلاح، والعمل قدر الإمكان على تعبيد المسالك الطرقية هناك، كما أن التواجد على قمة الجبل تحتاج إلى استغلال المساحات الكبير وتوفير التجهيزات اللازمة للإستفادة من هذا التراث المادي ليكون قبلة رئيسية للسياحة الجبلية بالريف. فالعمل على تأهيل القطاع السياحي بالمنطقة ستكون له نتائج ايجابية على التنمية السياحية.  

لاتنسى التعليق ساكون سعيدا بالإجابة

إرسال تعليق

لاتنسى التعليق ساكون سعيدا بالإجابة

اضف تعليق مميز (0)

أحدث أقدم