النص القرائي التلوث المائي للسنة الثالثة اعدادي



يصف البعض التلوث بأنه البديل المعاصر للأوبئة والمجاعات ، ويعرف التلوث ، عمومـا ، بأنه وجود أي مادة أو طاقة في أمكنة وأزمنـة غير مناسبة ، أو وجودها بكميات غير ملائمة

أما التلوث المائي ، فان علماء البيئة يقدمون له تعريفا أدق فهو في عرفهم التغيير في الصفات الكيميائيـة والفيزيائية والاشعاعيات الذي يمكن أن يسبب الضرر عند استخدام هذه الميـاه ، أو يلحق الضرر بالثروة الحيوانية أو السمكية أو البحرية الأخـرى . تشكل مياه المجاري ، أو مياه الصرف الصحي ، كما يسميها البعض ، المصدر الأول ، ولعله الأقـدم ، لتلوث المياه . وقد يصيب التلوث الماء بفعل فضلات غير عضوية مثل الرمال والخضار ، أو بسبب تساقط الأمطار الحمضية والى ما سبق م ن الفضلات المسببة لتلوث الميـاه ، يمكن أن نضيف المواد الكيميائية التي تحملها مياه الصرف الصناعي . وقد بينت الدراسات التي أجريت على بعض المخلفات الصناعية أن المواد الموجودة في هذه المخلفات تستهلك الأوكسجيـن المنحل من المـاء مقدارا يزيد على أربعة ألاف ماتستهلكه فضلات الصرف الصحــي . إن التلوث النفطي هو أحدث مصدر لتلوث الميـاه . فقد اقترن ظهوره مع تحول النفط الى الطاقة الأولـى في العالم . واذا علمنـا أن كل لتر من النفط يستهلك الأوكسجين في 400 ألف لتر من المـ،ـاء . أدركنـا مدى خطورة تسرب النفط الى المياه . فالعديد من حوادث التلوث المشهورة نجمت عن الاهمـال وعدم الاكتراث . وبعض أشهر الكوارث حدثت بفعل العمليات الحربيـة ، كما جرى أثنـاء حرب الخليج الأولى . تقدر كميات النفط التي تلوث المياه بحوالي مليوني طن سنويـا . أما كميـة الثلوت نتيجة استخدام الانسان فهي تتجاوز عشرة ملايين طن . يضاف اليها كميات أخرى ناجمـة عن استخراج النفط . ولاتقتصر على التكاليف المادية الكبيرة الازمـة لازالة البقعة . إن التسرب النفطي يترك آثـارا شبه دائمة على منطقة الكارثة ، تتمتل في الخسارة الك بيرة في الثروة المائية والحياة البحريــة . إن أي سياسة ايكولوجية ناجحة يجب أن تستند الى ركائز ثلاث هــي : منع الثلوث ، وتخفيضه ، والتحكم فيه . ومنع التلوث يعني عدم انشاء مصادر جديدة للتلوث ، واشتراط معالجة الفضلات الناجمـة عن العمل ، قبل منح أي تراخيص جديدة للمصانع والمنشأت التي تطرح نفايات ملوثة . أما السبيل الأمثل لحماية مصادر مياه الشرب ، من بعض الثلوث ، فيتمتل في تحديد جغرافي لمصدر مياه الشرب يحظر فيه السكن ، والرعي ، والزراعة ، والنشاطات الأخرى التي يمكن أن تشكل منفذا لتسرب الملوثات الى الميــاه . إن مواجهة التلوث تتطلب وعيا بيئيا ليس فقط على مستوى عامة الشعـب ، بل على مستوى السلطات المسؤولة التي عليها مكافحة محاولات الشركات الافلات من عقوبات تلويث البيئة رغم أنف التشريعات . كما أن دول العالم الثالث معنية بدورها بادراك الخطر الكبير الناجم عن تحويل بلدان افريقيـا الى مدافن للنفايات النووية السامـ،ـة . وهكـذا ، فان الجهل البيئي لا وطن لــه ، وخطره لاحدود لـــــه . شهير العبسي ، مصادر التلوث المائي وآثاره الضارة ، مجلة بلسم ، عدد 220 ، 1993 ، ص/ص : 50 - 53 

أحدث أقدم