النص الشعري أثريت مجدا الثانية باك

تأطير النص الشعري أثريت مجدا

النص قصيدة شعرية بنظام الشطرين يدخل ضمن حركة البعث والاحياء وهي الحركة التي أعادت الاعتبار للشعر لتجاوز رداءة شعر الانحطاط. ويعتبر البارودي رائد هذه الحركة وهو صاحب هذه القصيدة التي اقتطفت من ديوانه الصادر عن العودة بيروت 1992.
ماهي مختلف مظاهر حركة الاحياء والبعث التي تجلت في هذه القصيدة؟ وماهي مضامينها؟

II– الملاحظة

1- قراءة في العنوان (أثريت مجدا)

تركيبا: ركب العنوان تركيبا فعليا: أثرى فعل ماض المتكلم فاعل ومجدا مفعول به.
دلاليا: أثر بمعنى حقق، والمجد هو ما يحققه الشخص بعد جد واجتهاد في مجال ما

2- قراءة البداية والنهاية

تعبير الشاعر عن معاناته وتفاؤله في النهاية بانفراج الأزمة.

3- قراءة الاضاءة

تميز شعر البارودي باتعبير عن واقعه النفسي والاجتماعي والسياسي.

4- فرضية القراءة

نفترض أن الشاعر سيتحدث عن معاناته الذاتية بفعل غربته في المنفى وتفاؤله بالنهاية بمستقبل تنفرج فيه كربته.

III– قراءة وفهم النص

– ب1 الى ب14: تعبير الشاعر عن معاناته النفسية بالمنفى حيث الشعور بالوحدة..
– ب 15 الى ب 20: افتخار الشاعر بحلمه وشرف عرضه وشجاعته ثم تفاؤله بمستقبل ينهي أزمته.

IV– التحليل

1- استحضر البارودي نهج القدامى من خلال تعدد الأغراض (الاقتباس من القديم)

2- الحقول الدلالية:

 توزع النص بين حقبلين في علاقة سببية كالتالي:
حقل المعاناة: دمع، مكتئب، مكابدة، هاج الغرام، يكرب…
حقل الصبر والتفاؤل: أكتم أشواقي، ملكت حلمي، صنت عرضي، سوف تصفو..
نستشف مما سبق نوعية رؤية الشاعر الى الدهر فهو شخصية قوية لا تستسلم لمصائب الدهر فرغم مشاعر الضعف فإن مظاهر القوة بارزة في شعره.

3- البنية الأسلوبية

راوح الشاعر بين الأسلوب الخبري الذي يخبرنا عن معاناته والإنشاء الطلبي الذي خرد عن مقتضى الظاهر الذي يفيد التعجب كما نلمس حضور أسلوب الشرط (لولا/لو) وتنوع الانشاء الطلبي (النداء والنهي والاستفهام)

4- البنية البلاغية

تأثر البارودي بالشعر القديم عند صياغته لصور البلاغة ومن ذلك ما نرصد من البيت 9 حيث شبه القلب المعذب بالغرام بالطائر المعذب في الفخ وهذا يذكرنا بقصيدة عصفور بلله المطر مما يؤكد أن البارودي قد استحضر نماذج الأقدمين في صياغة الصور الشعرية في هذه القصيدة.

5- البنية الايقاعية

اهتم البارودي بالايقاع الداخلي متأثرا بالشعر القديم حيث اعتمد:
* التصريح: في البيت الأول (سبب، مكتئب)
* التكرار: تكرار الكلمات للتأكيد على معاني ودلالات (دمعي، قلبي..) التي تحيل على معاني المعاناة في المنفى.
* تكرار الحروف: من قبيل الحروف المجهورة المناسبة للافتخار إضافة إلى حرف الميم المهموس للتعبير عن معاناته في المنفى.
التوازي: كما هو الحال 1/14/16/18 والتوازي بين البيت 7 و 8.

تحليل قصيدة أثريت مجدا للبارودي بصيغة اخرى


فإلى أي حد استطاع الشاعر استيفاء مقومات الشعر القديم، شكلا ومضمونا في هذه القصيدة؟
افتتح الشاعر قصيدته باستفهام إنكاري ” لأي خليل في الزمان أرافق“منسلخا من دلالته الحقيقية إلى دلالة جديدة استلزمها السياق تتمثل في الاستنكار من غياب الرفيق المخلص الصادق، بل أن حياته ضاعت بين رجال من خصالهم النفاق والجهل والفسق والغيظ والغدر، إذ أن أخلاقهم أخلاق صبيان، وبذلك أفرغ جام غضبه عليهم في آخر النص بالدعاء عليهم، لأنهم باعوا دينهم بدنياهم.
إن كل ما ذكرناه أعلاه ينفتح على غرض شعري معروف لدى القدماء وهو غرض الهجاء مصحوبا بالتعبير عن معاناة الشاعر وشكواه من خصومه، وقد نحا البعثيون نحوهم في طرق مثل هذا الغرض.
وقد هيمنت على النص ثلاثة حقول دلالية ترجمت معانيه من خلال عدد من الألفاظ، وهي حقل دال على الشاعر [ أرافق، لاقيت ، بلوت،..]، وحقل دال على الآخر ” المخاطب“[ قوم،معاشر،أعلمهم،أتقاهم، ساقوا..]، وحقل دال على الهجاء؛[ خب، منافق، جاهل، فاسق، الغيظ، كاشر، ناعق..]، وقد اتسمت هذه الحقول الدلالية بالانسجام والتعالق فيما بينها لتصرح بدلالة النص، حيث أن الشاعر يمثل الحلقة الوسطى بين المخاطب والهجاء، لأنه مصدر الرسالة “الهجاء“ التي توجه نحو الآخر باعتباره متلقيها،كما نستنتج من دراسة الحقول الدلالية مزاوجة الشاعر بين ألفاظ تراثية تحتاج في شرحها إلى المعجم ” خب،ناعق، البوائق، نافق، رامق..“، التي تفسر انتماء النص إلى حركة البعث والإحياء، وألفاظ أخرى مفهومة لدى القارئ، ولا تحتاج إلى معجم. 

--------------------------
مضمون قصيدة أثريت مجدا
تركيب قصيدة أثريت مجدا
قصيدة أثريت مجدا تحليل
قصيدة أثريت مجدا للبارودي

لاتنسى التعليق ساكون سعيدا بالإجابة

إرسال تعليق

لاتنسى التعليق ساكون سعيدا بالإجابة

اضف تعليق مميز (0)

أحدث أقدم